شارك مصطفى كعوش، مدير عام جمعية الفنادق الأردنية، ممثلًا عن الجمعية، في مؤتمر "تونس تبتكر: السياحة والصناعات الإبداعية" الذي عُقد يوم 29 مايو 2025 في فندق موفنبيك قمّرت – تونس، ضمن فعاليات مشروعي "تانيت – الانتقال نحو سياحة بديلة، شاملة ومستدامة في تونس" و"برنامج تعزيز التجمعات المتوسطية – Euromed Clusters Forward (ECF)"، بتنفيذ من مؤسسة Leaders International، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، وبالشراكة مع وزارة السياحة والصناعات التقليدية التونسية، وبالتعاون مع مشروع "تونس الإبداعية – Creative Tunisia".

جاءت المشاركة في إطار زيارة رسمية تضمّنت حضور المؤتمر، إلى جانب سلسلة من الاجتماعات والأنشطة الميدانية التي امتدت على مدار يومين، شملت زيارات إلى تجمعات إبداعية ومراكز تصميم، ولقاءات مهنية مع فاعلين في قطاعات السياحة والثقافة والصناعات الإبداعية من مختلف دول المنطقة.

وخلال الاجتماعات التي عُقدت ضمن برنامج الزيارة، تحدّث مصطفى كعوش عن التجربة الأردنية في تطوير السياحة المستدامة، مؤكدًا على أهمية تبني نهج شمولي يراعي البعد البيئي، الاقتصادي والاجتماعي في التنمية السياحية. وأشار إلى أن الأردن يعمل على دمج المجتمعات المحلية في العملية السياحية من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتوفير فرص التدريب والتمكين، وتشجيع المنتجات والخدمات المحلية في سلاسل التوريد الفندقية والسياحية.

كما لفت إلى أن تمكين المرأة يشكل محورًا أساسيًا في استراتيجية السياحة الأردنية، من خلال دعم مشاركتها الفاعلة في قطاعات الضيافة والخدمات، وتشجيع ريادتها في المشاريع السياحية المنزلية والحرفية، وهو ما يساهم في تعزيز العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية المحلية.

وشدّد كعوش على أهمية الحفاظ على البيئة والتراث الثقافي كعنصرين أساسيين في استدامة القطاع، لافتًا إلى أن الأردن يعتمد ممارسات صديقة للبيئة في الفنادق والمرافق السياحية، مع التوجه نحو السياحة الخضراء، وإشراك القطاع الخاص في تنفيذ المبادرات البيئية.

وتناول في حديثه كذلك أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تطوير السياسات السياحية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرًا إلى دور الجمعيات السياحية، كجمعية الفنادق الأردنية، في تمثيل مصالح القطاع، وبناء الجسور مع المجتمع المحلي، وتحفيز الابتكار، وتنويع المنتج السياحي ليشمل السياحة البيئية، الثقافية، والدينية، إلى جانب السياحة العلاجية والمؤتمرات.

وسلطت الزيارة الضوء على التجربة التونسية في تطوير السياحة البديلة، والتي تقوم على أسس الاستدامة، وتمكين الفئات المهمشة، والحفاظ على الهوية التراثية. وأظهرت الاجتماعات أهمية التكامل المؤسسي والدعم الحكومي المتعدد الأطراف للسياحة في تونس، إلى جانب نسبة مشاركة النساء المرتفعة في القطاع، والتي تصل إلى 60%.

تأتي هذه المشاركة في إطار حرص جمعية الفنادق الأردنية على تعزيز التعاون الإقليمي، والانفتاح على التجارب الرائدة، وتبادل الخبرات في مجالات الابتكار السياحي والتنمية المستدامة، بما يدعم جهود تطوير القطاع السياحي الأردني ويعزز من تنافسيته إقليميًا ودوليًا.